伦敦《新杂志》|十位中国诗人关于格吕克获诺奖答埃及汉学家米拉问(中阿双语)
انطباعات صينية عن شاعرة أميركية
لويز غليك في عيون الشعراء الصينيين
الأحد 2020/11/01
美国诗人路易丝.格吕克
十位中国诗人关于格吕克获诺奖
答埃及汉学家米拉问
原载伦敦《新杂志》(阿拉伯语)2020年第11期
埃及汉学家、学者米拉·艾哈迈德近日就美国诗人路易丝·格吕克(Louise Glück)获得2020年度诺贝尔文学奖一事采访了10位中国诗人,该采访经米拉译成阿拉伯语,现已发表在阿拉伯《新杂志》(2020年第11期)。
米拉采访的中国诗人包括杨克、熊育群、冯娜、海男、安琪、黄礼孩、戴潍娜、施施然、潇潇、王家新,这些活跃于中国诗坛的诗人、作家们向米拉表达了各自对路易丝·格吕克的祝贺,并分享了对其作品的看法和受到的启发等。
米拉.艾哈迈德:美国诗人路易丝·格吕克(LouiseGlück)获得了今年的诺贝尔文学奖了,请问有人猜到是她获奖吗?大家怎么看待她的获奖呢?
杨克:继1996年之后,诺贝尔奖再次眷顾女诗人,露易丝·格丽克之前在中国只正式出版过两本诗集,发行量也不大,可以说中国读者之前很少人读过她的诗。她的写作放弃了曾置身其中的“自白派”为代表的“女性主义”标签,对于爱情,她的诗也带有辩驳与诘问。她试图恢复诗歌某种抒情传统以及细腻的表达,诺奖颁奖词写道:“因为她朴实无华的诗意之声,让个体的存在普世化”。我以为对中国诗人包括对我的启示之处,就是在个人化写作盛行的风气中,还要让自己的写作传达人的普遍情感,使“这一个”成为他人的必读之作。
冯娜:我没有猜到是她。很多年前,中国刚译介她的作品时,我就读过她的作品,包括英文版本。诗人能够获奖,我作为一个诗人也为她感到高兴,也能体会其中的不易;另外格吕克的获奖体现了世界范围内一种文学趣味的转移和变化。总之,一位诗人的作品能通过获奖让更多的读者所知,也是一件好事。
海男:千言万语难以说清楚。我喜欢的优秀诗人和作家都没有获奖。我认为诺奖并非衡量一个优秀诗人作家的唯一标签。写作是孤独的,持久的,希望全世界的诗歌承载人类光明和黑暗的心灵史记,也希望诗人们继续探索诗歌的新大陆。
黄礼孩:2019年,我通过朋友、诗歌译者柳向阳联系美国女诗人路易丝·格吕克,想把第十四届“诗歌与人·国际诗歌奖”颁给她,但因为那年诗人已经76岁,年龄偏大了一些,来中国领奖有些困难,而这之前我刚给美国女诗人丽塔·达夫颁奖不久,所以在路易斯·格吕克的身上犹豫了一下,没有因为她来不了中国而坚定把奖颁给她。现在她获了诺贝尔文学奖,为她高兴,祝贺她,但也为自己错过她而多少遗憾。路易丝·格吕克的诗歌有很强的抒情性,散发着学院的气息,她的语言很有天分,既准确、到位,又在形象感上游离开来,在语言的意外之处释放出精神之光。路易丝·格吕克的写作,涉及生命、死亡、爱、性、绝望等题材,她对诗性的拓展有柔韧度,婉转中有冷峻的东西。从自然景物到生活场景,再到宗教层面上的探索,她的诗歌都散发出纯净的气质。她善于从古典出发,在现代处显山露水。当今,美国的好诗人比较多,今年给路易丝·格吕克既意外又正常,评委也有自己的偏好,但继鲍勃·迪伦之后,很快又有美国诗人获奖,从中我们看到瑞典人对美国文化的倾向,也看到在全球语境中,美国文化处于某种优势中。
戴潍娜:诺奖近年的颁发背后都有一定的“意图”,比如颁给鲍勃·迪伦似乎在昭示着文学边界的拓宽,颁给格吕克则是在文学空间日渐被挤压的颓势之下,对落得名声、金钱两手空空的欧洲传统下的诗人的一种护犊子。毕竟,在她获得诺奖之前即便是在诗歌圈,知晓格吕克的人少之又少;毕竟,这个时代,格吕克代表了大多数诗人的命运。不是每个诗人都能活出鲍勃·迪伦的人生行为艺术,或者如阿特伍德般文学影视双丰收,亦或者像阿多尼斯般成为代表社会宗教话题的公共声音,绝大多数诗人还是和格吕克那般混在几近边缘的诗歌圈,写着没有多少人会去读的诗。99.9%的优秀诗人是为0.1%的伟大诗人而活的。这99.9%是堆积出文学祭坛的血肉之躯。
施施然:我发现一个有趣的现象,男诗人对诺贝尔文学奖的关注度,要远远大于女诗人。这几天在朋友圈看到的有关诺贝尔文学奖的言论及消息转发证明了这一点。我读露易丝·格吕克的诗不多,仅在翻译诗刊上读过几首,这几天人们大量转发,我又认真读了一些,总体上,没有前面两届诺贝尔奖女诗人的作品所带给我的强烈冲击感,比如赫塔·米勒的尖锐和力量,维斯瓦娃·辛波丝卡的智性与幽深。但路易丝·格吕克的诗最大特点是,呈现出了个体灵魂的通透。
潇潇:我很喜欢格吕克的诗。她获诺奖我很高兴。因为在诺奖得主的历史上,又多了一位优秀的女诗人。毕竟在这个奖项中,女性一直是少数。我不会去猜花落谁家,虽然每年都有人去设计这个猜测游戏。我觉得一个诗人、作家把东西写到极致是最重要的。比如卡夫卡、博尔赫斯等,他们没有获诺奖,但人类文学史上,不能没有他们。获诺奖有偶然性,花落在谁的头上都是值得祝福、祝贺的事。所以我祝福和祝贺格吕克。
安琪:那天获悉露易丝·格吕克获奖我找了一下书柜,很奇怪没有,而从获奖之后的各类消息来看,她早已被柳向阳译介到中国了。可见我还是有阅读不到之处。诺贝尔文学奖最大的贡献是能让获奖者第一时间赢得最广泛的阅读,露易丝·格吕克也不例外。当晚我即从微信读了一些,感觉很好,非常纯正的诗歌写作,是那种心灵化的不迁就社会口味也不迎合生活现场的写作,从她的写作中看不到她所生活期间的时代环境究竟发生了什么,国与国的冲突、东西方价值观的针锋相对、民族矛盾,等等这些属于政治层面事关国计民生的东西在她的诗作中我没有读到(也许她有写),但这不影响她获得系列奖项包括诺奖,不影响她进入伟大诗人的行列。露易丝·格吕克的诗作也没有属于工业文明的语汇,她所选用的词汇都是很诗意的,就是被诗歌之水浸润过的那种,所以读起来很舒服。某种程度上,她对诗歌语言的扩张没有贡献,她没有增加诗歌语词的容量。不知是中国诗人对翻译体的学习已经炉火纯青,还是中国翻译家用的是中国人的语言思维来翻译外国诗作的缘故,造成了我这样的阅读感受:对照诺奖诗人作品,我感觉中国许多诗人的诗作早已超过外国诗人或至少不亚于外国诗人。中国当代许多诗人的作品都已经跟他们一样出色,并且中国诗人还有自己的古典传统、广阔山河和社会现实所灌注其间的另一种丰富。
米拉·艾哈迈德(MiraAhmed),埃及中国事务研究员、青年汉学家、文学翻译家和作家。毕业于艾因夏姆斯大学中文系,已发表译作包括毕飞宇的《推拿》、鲁迅的《狂人日记》《伤逝》、劳马的《心里话》等,同时翻译王蒙、贾平凹、魏微、熊育群、王小波等中国知名作家的中国短篇小说、散文及诗歌刊登于埃及文学新闻报、开罗报纸、多哈杂志等阿拉伯知名报刊杂志。2017年翻译《推拿》获得第三届文学新闻报的最高翻译奖,2019年翻译石一枫的《世间已无陈金芳》获首届全埃中国当代小说青年翻译大赛一等奖。2020年米拉翻译的《这边风景》(王蒙著)等中国文学译作在阿联酋等阿拉伯国家出版。
来源 | 伦敦《新杂志》(阿拉伯语)2020年第11期、中国文化译研网
埃及汉学家、学者: 米拉.艾哈迈德
附阿拉伯语访谈:
أثار فوز الشاعرة الأميركية لويز غليك بنوبل للآداب ضجة كبيرة في الأوساط الأدبية الصينية، خاصة أنه لم يكن مرَّ سوى أربعة أعوام فقط على فوز المغني والموسيقي الأميركي بوب ديلان بالجائزة، فاعترت الدهشة الغالبية؛ لأنهم لم يدر بخلدهم أن تتوج شاعر بالجائزة هذا العام، وما زاد من الدهشة حتى كادت تكون صدمة، هي أن الفائز شاعرة وأميركية أيضًا، ورغم أن البعض لم يتوقع هذا الفوز، إلا أنه رأى أنه أمر طبيعي، بل ومعقول للغاية. على إثر إعلان الخبر، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، خاصة على تطبيق “ويشات” ولمست تفاعلًا كبيرًا خاصة في الأوساط الشعرية.
تباينت آراء الشعراء في الصين بين مؤيد ومعارض، فأغرتني الرغبة بأن أحاور بعض الشعراء الصينيين بصفة شخصية لأتعرف بشكل موضوعي ومباشر على آرائهم، خصوصاً أن بعضهم شعراء كباراً في ثقافتهم، وربما تساور بعضهم، (إذا لم يكن جميعهم) بأن يأتي يوم وتمنح الأكاديمية السويدية أحدهم الجائزة، خصوصاً بعد أن توج بها منذ ثمانية أعوام ثائر صيني هو مويان.
حاولت قد المستطاع أن أوجه سؤالي إلى مجموعة من أهم الشعراء والشعراء المعاصرين؛ في محاولة لتحقيق التوازن بين الجنسين للتعرف على آراء ومشاعر كل منهم إزاء هذا الفوز، وقد وجهت السؤال في الوقت نفسه إلى فئات عمرية مختلفة تعبر عن أجيال متباينة في تاريخ الشعر الصيني المعاصر.
لا نملك، أخيراً إلا أن نبارك فوز لويز غليك بالجائزة، لما يمثله فوزها من انتصار لقيمة الشعر، وتأثيره القوي في الثقافات الإنسانية، فالجائزة إشارة قوية إلى أن نور الشعر لا يمكن أن يخبو مهما روّج البعض للعكس، وأن الوجدان والذائقة الرفيعة للبشر لا يمكن أن يجرفهما سيل الكتابات السردية ورواج الفن القصصي. ليس هذا فحسب، بل هو من ناحية أخرى إعلان صريح عن مدى تأثير الصوت الشعري النسائي في حركة الشعر المعاصر في العالم، لاسيما أن هذا الصوت ليس صوتًا أنثويًا واهنًا لا يحمل في طياته سوى رقة المشاعر وعذوبة الأحاسيس، بل هو صوت لشاعرة تمتاز لغتها بالابتكارية العالية، وهي لغة برهنت على أنها قادرة على لفت الانتباه وانتزاع الجوائز. ويؤكد، أخيراً على حقيقة مفادها أن ركب الشاعرات يمضى بخطوات واثقة وسط هيمنة الشعراء الرجال.
هنيئًا للويز غليك، وهنيئًا لكل شعراء العالم
中国诗人杨克 يانغ كه
حصل المغني والموسيقي الأميركي بوب ديلان على نوبل باسم الشاعر منذ ثلاث سنوات، وبعد حصول الشاعرة الأميركية لويز غليك على نوبل في الأدب هذا العام، تحطمت شائعة راجت لفترة، ألا وهي “إذا حصل كاتب على الجائزة، فلا يمكن أن يحصل عليها كاتب آخر من هذا البلد إلا بعد انقضاء عشر سنوات، وإذا حصل عليها شاعر، لا يمكن أن يتوج بها شاعر آخر في غضون سنوات قليلة”، ورغم أنها لم تكن قاعدة أرستها الأكاديمية المانحة لجائزة نوبل، لكن يبدو أنه كان عرفًا سائدًا في السنوات الفائتة.
هناك بعض الصينيين يخطئون الفهم، ويظنون أن لويز غليك بما أنها فازت من قبل بجائزة “شاعرة أميركا”، بات واجبًا أن تتوج بنوبل، فنحن الصينيون أسأنا فهم مفهوم “شاعرة أميركا”، ويتراءى لنا أن الشاعر اختارته الأوساط الشعرية الوطنية، وأنه لا بد أن يكون شاعرًا يتمتع بمستوى شعري عال، لكن المسألة في الحقيقة هي مجرد لقب فخرى، أو بالأحرى منصب رسمي تمنحه الحكومة للشاعر، وفي الولايات المتحدة، عند تعيين الرئيس الجديد، يطلب من الشاعر المتوّج بهذه الصفة كتابة قصيدة خاصة للمناسبة، ولا يتوق بعض الشعراء إلى أن يكلف بهذه المهمة الرسمية، لأنهم يأبون أن يتخلوا عن مشروعهم الأدبي، وهؤلاء ممن لم يحصلوا على هذا اللقب، فهم أيضًا شعراء من الطراز الأول، وربما يكون منجزهم الشعري أكثر أهمية من هؤلاء الذين حصلوا على جائزة “شاعر البلاط”!.
وتعد لويز غليك الشاعرة الثانية منذ عام 1996 التي تتوج بنوبل، ونشرت لها مجموعتان أو ثلاث في الصين، ولم تحقق مبيعات كبيرة، ويمكن القول إن عددًا قليلًا من القراء الصينيين يعرفها، وأظن أن العديد من القراء تعرّفوا عليها فور إعلان خبر فوزها على شبكة الإنترنت. تتجلّى موضوعات الحب في قصائدها، وتقدم تفنيدات واستجوابات حولها. حاولت استعادة تقاليد غنائية خاصة في الشعر، وتعبيرات شعرية دقيقة، وقد أعلنت لجنة تحكيم نوبل في حيثيات قرارها قائلة “منحت لويز غليك الجائزة لصوتها الشاعري المميز الذي يحمل جمالًا مجردًا يضفي بجماله طابعًا عالميًا على الوجود الفردي”. وأعتقد نحن الشعراء – بمن فيهم أنا – وسط الكتابات التي تجسد التجارب الذاتية، علينا ألا نغفل تجسيد مشاعر العامة، حتى تصبح أعمالنا واجبة القراءة.
جائزة صينية للشاعر الأميركية
中国诗人黄礼孩 خوانغ لي هاي
في عام 2019 اتصلت بصديقي المترجم والشاعر شيانغ ليان ليانغ كي يتواصل مع الشاعرة لويز غليك لإخبارها برغبتي في منحها “جائزة الشعر والشعب الدولية في دورتها الرابعة عشرة”، لكن لأنها كانت في السابعة والستين من عمرها، فلقيت صعوبة كبيرة في المجيء إلى الصين لتتسلم الجائزة، وقبل وقت وجيز، كنت منحت الجائزة إلى الشاعرة الأميركية ريتا دوف.
ترددت بعض الشيء في منح لويز غليك، وفي النهاية، لم أمنحها الجائزة لتعذر قدومها إلى الصين. والآن توجت بنوبل، وأشعر بسعادة كبيرة من أجلها، وأقدم لها كل التهاني القلبية، ويخالطني الندم لعدم حصولها على الجائزة.
تتمتع لويز غليك بحس شاعري عال، ونكهة أكاديمية واضحة تتبدّى في قصائدها، وتتمتع بلغة شاعرية عذبة سائغة، فتتدفق المفردات الشعرية في موضعها، وتسبح وتغادر الصور الشعرية، وتطلق العنان للنور الروحي أن ينساب في مواطن لغوية غير متوقعة.
تتناول قصائدها موضوعات حول الموت والحياة والحب والجنس واليأس، وغيرها من الموضوعات الأخرى. تمتلك مرونة كبيرة في توسيع الآفاق الشعرية؛ فنجدها تنتقل من مشاهد الطبيعة إلى مشاهد الحياة، ومنها إلى الاستكشافات الدينية، وينضح شعرها بمزاج رائق خاص، برعت في الانطلاق بدءًا من الكلاسيكيات وتجسيدها بصورة مبهرة في العصر الحديث.
والآن كثر عدد الشعراء الأميركيين المتميزين، ورغم أن فوزها هذا العام غير متوقع، إلا أنه في الوقت نفسه يبدو أمرًا طبيعيًا، ويبدو أن ثمة آراء وحيثيات خاصة لدى لجنة تحكيم الجائزة، لديهم ذائقتهم الخاصة إزاء الأعمال الأدبية، ومن خلال هذا الفوز يتضح ميل السويديين للثقافة الأميركية، ومميزات الثقافة الأميركية التي تتبدى بوضوح في السياق العالمي.
نوبل ليست معياراً
中国诗人海男 خاي نان
من الصعب أن أختزل إحساسي في بضعة كلمات… أقر بأن أكثر الكتاب والشعراء المفضلين لديّ لم يحصلوا على جائزة نوبل، وليست جائزة نوبل هي المعيار الوحيد للحكم على مستوى الشاعر وجودة أعماله؛ فالكتابة الأدبية دائمًا وحيدة ومستمرة، لا تنقطع أبدًا، وأتمنى أن يجسد شعراء العالم التاريخ الروحي لنور البشرية وظلماتها، ويواصلون استكشافهم لعوالم شعرية جديدة وآفاق أكثر رحابة.
عالم شعري صاف
آن تشي
لم أتوقع أن تفوز لويز غليك بنوبل هذا العام، وللأسف، هذا العام لم أولي اهتمامًا بالجائزة، على عكس السنوات الماضية. كل عام نتعرف على عدد كبير من الشعراء الأجانب داخل الصين بفضل المترجمين الصينيين العظماء وجهودهم في ترجمة الشعر الأجنبي، فدومًا يواكبون الحركة الشعرية في العالم، وسرعان ما تظهر الأعمال المترجمة لألمع الشعراء الأجانب داخل الصين، وتتسنى لي قراءة أعمال الشعراء حتى السبعينات وربما حتى الثمانينات، كما أن عددًا لا بأس به من الشعراء الأجانب الكلاسيكيين تترجم أعمالهم إلى الصينية، وتتحمّس دور النشر لهذه الأعمال الشعرية المترجمة، ولديّ في خزانة الكتب عدد كبير من الدواوين، لكن تتعذر عليّ قراءتها كلها، وعندما سمعت بخبر فوز لويز غليك بنوبل، بحثت في خزانة الكتب، والشيء الغريب أنني لم أجد شيئًا من أعمالها، وعلمت من الأخبار فيما بعد أن أعمالها ترجمت بالفعل على يد المترجم الصيني لياو شيانغ يانغ.
中国诗人安琪
لم أكن أنا وحدي التي لم تطالع أعمالها، بل كان هناك الكثير من الأصدقاء على تطبيق “ويشات الصيني” مثلهم مثلي لم يقرأوا أعمالها على الإطلاق، وهنا تتجلى الفائدة الكبرى من جائزة نوبل؛ فهي تمكن الفائز من أن تطالع أعماله دفعة كبيرة من القراء للمرة الأولى.
عندما طالعت عددًا من قصائدها التي دُفع بها على شبكة الإنترنت فور فوزها، شعرت برضا كبير عن كتابة شعرية نقية للغاية، وعالم شعري صاف عامر بروحانيات عالية لا تتماشى مع الذوق الاجتماعي السائد، ولا تحمل مشاهد الحياة ولا تلبي توقعاتها، لكني عجزت عن أن أشعر بما عاشته في حياتها، أو أن أتعرف على شكل الحياة التي شهدتها هذه الشاعرة، ولم ألمس في قصائدها الصراع بين الدول، والمواجهة المتبادلة بين قيم الشرق والغرب، والصراعات العرقية وغيرها من هذه القضايا الأخرى التي تتعلق بالشؤون السياسية والحياة المعيشية (ربما تكون كتبت عنها)، على أنّ هذا ليس من شأنه أن ينتقص أبدًا من قدر الجوائز التي حصلت عليها، أو يقلل من مكانتها في صفوف الشعراء العظماء. في السنوات الأخيرة كنت دائمًا أتساءل هل الكتابة المفرطة عن التجارب الذاتية ستجعلني أنفصل عن العصر؟ وهل الأجيال اللاحقة ستتفهم أحوال العصر الذي نحياه؟ وهل ما نكتبه وقتها سيحمل معنى وقيمة لهم؟
وقد أجابتني لويز غليك عن سؤالي، بأن لا أعبأ بالعصر، وأكتب عن أدق مشاعري الخاصة، وأرائي الشخصية عن شؤون العالم. لا تظهر المفردات الصناعية والحضارية في قصائدها، بل تنتقي مفردات شاعرية للغاية من تلك المفردات المنقوعة في ماء الشعر، فتحس بارتياح كبير وأنت تقرأ القصائد. إلى حد ما، هي لم تسهم في توسيع عالم المفردات الشعرية، ولم تزد من القدرة اللغوية الشعرية، ولا أعلم هل المترجمون الصينيون قد أتقنوا أسلوب الترجمة؟ أم أنهم لجأوا إلى التفكير باللغة الصينية وهم يعهدون إلى ترجمة شعرها، ممّا أسفر عن هذا الشعور الذي خالطني عند قراءة القصائد.
وعند المقارنة، أشعر أن هناك العديد من الشعراء الصينيين بالفعل قد تجاوز مستواهم الشعراء الأجانب، أو على الأقل لا يقل عنهم، سواء كان الشاعر سيني أو شيمبورسكا أو حتى لويز غليك، فهناك العديد من الشعراء الصينيين المعاصرين تحمل كتاباتهم النكهة الشعرية الرفيعة ذاتها وهي ذات مستوى أدبي رفيع، كما أن شعر الشعراء الصينيين يتمتع بطبيعة ساحرة خلابة، وبتقاليد كلاسيكية، وثراء آخر قد غرسه الواقع الاجتماعي.
كنت أنتظرها في الصين
中国诗人潇潇 شياو شياو
أحب شعر لويز غليك كثيرًا، وسعدت عند سماع نبأ فوزها بنوبل، فلطالما كانت النساء أقلية في تاريخ الجائزة. أعجز كل عام عن التكهن بالفائز، رغم أن كل عام يلعب بعض الأشخاص لعبة المراهنات والتكهنات. أرى أنه ثمة أمر واجب على الكتاب والشعراء أن يكتبوا عن الأشياء بسخاء كبير، يكتبوا إلى أقصى مدى، على سبيل المثال كافكا، وبورخيس لم يحصلا على نوبل، لكن لا يمكن إغفالهما في تاريخ الأدب الإنساني، والحصول على نوبل أمر من قبيل المصادفة وأمر غير متوقع، ومن ثم فهو يستحق المباركات والتهاني، لذلك أنا أهنئها من كل قلبي! وفي ليلة فوزها بالجائزة أهديتها هذه القصيدة:
صدفة
في صيف ذلك العام
كانت لويز غليك على وشك المجيء إلى الصين
لتتسلم الجائزة
وتعهدت للمسافات الطويلة أن تقطع
وهذا من أجل الشعر
ولمظلة المطر أعدت
ولملابس النوم أطوت
ويبدو أن الحقيبة انزلقت
ومن بعيد، لاح زرٌ أسود
من ياقة السترة قد سقط
ولم تدر أين أختفى!
العشب الصغير على جبل كونولون
يدري ماذا فقدت
وزهرات الكول الذهبية على شاطئ البحيرة
تدري ماذا فقدت
حدث ما ينبغي أن يحدث
الصدفة هي الفقد الأمثل
والندم هو الملهم إلى الكمال
الندم لاجل غياب لويز غليك
الثامن من تشرين الأول 2020
中国诗人王家新 مجرد ذكريات
وانغ جيا شين
لاجل لويز غليك المتوجة بنوبل
“هذا العالم رأيناه فقط في طفولتنا، ولم يتبق منه سوى مجرد ذكريات“ (لويز غليك)
زرت أمريكا مرات ومرات
ولم ألتق هذه الشاعرة الأمريكية مجرية الأصل
قصائدها صارت موضع خلاف
وهذه القصيدة، هي كل ما قرأت
كم هي قصيدة رائعة!
قرأتها وما تبقى
سوى مجرد ذكريات
كأنني أعرفها منذ سنين طوال
وكأننا كنا معًا في أيام الصبا
التاسع من تشرين الأول
روح شفافة
中国诗人施施然 شى شى ران
في ظاهرة مثيرة للانتباه، لمست اهتمام الشعراء الرجال بجائزة نوبل أكثر من الشاعرات، وسرعان ما ذاع خبر الفوز بنوبل وسط محيط الأصدقاء. لم أقرأ للويز غليك كثيرًا من قبل، فقط بضع مرات طالعت قصائدها في مجلات الترجمة، وفي الأيام الأخيرة، تداول الكثيرون قصائدها، وهذه المرة تمعنت أكثر في قراءتها.
بصفة عامة، في المرات الماضية لم يتشكل لديّ انطباعٌ قويّ بشأن فوز أحد الشعراء بنوبل، مثل التأثير القوي الذي تركته داخلي هيرتا مولر، وحكمة وعمق شيمبورسكا، بينما لويز غليك تتبدى السمات الفنية لعالمها الشعري في شفافية روحها.
قرأتها منذ سنوات
中国诗人冯娜 فنغ نا
لم أكن أتوقع فوز لويز غليك بنوبل، منذ سنوات طالعت أعمالها المترجمة حتى النسخة الإنجليزية الأصلية (كل المكتبات في أماكن عملي تتضمن أعمالها)، وأنا سعيدة من أجلها لكوني شاعرة، وأقدّر صعوبة الأمر، وحصولها على نوبل يجسد التغيرات والتحولات في الذوق الأدبي على النطاق العالمي، وشيء عظيم أن يتعرف القراء على أعمال الشاعر بفضل حصوله على جوائز.
شاعرة نطاق ضيق
中国诗人戴潍娜 داي وي نا
في السنوات الأخيرة ظهرت نوايا محددة لمنح جائزة نوبل، على سبيل المثال، كان الهدف من منح بوب ديلان الجائزة؛ هو توسيع حدود العالم الأدبي، بينما الهدف وراء منح الشاعرة لويز غليك؛ هو نوع من الحماية للشعراء الذين خبت شهرتهم وفقدوا أموالهم بسبب تردي الأوضاع على الساحة الأدبية التي تتنامي يومًا بعد يوم في ظل التقاليد الأوروبية السائدة.
على أيّ حال، جسدت لويز غليك مصير عدد كبير من شعراء هذا العصر، وقبل منحها الجائزة كانت معروفة على نطاق ضيق جدًا، حتى في الأوساط الشعرية، فلا يمكن لشاعر أن يعيش الحياة الفنية التي يعيشها بوب ديلان، أو يكون مثل آتوود التي جمعت بين الحصاد الأدبي والسينما والتليفزيون، فغالبية الشعراء في العالم مثلهم مثل لويز غليك يقفون على هامش الحركة الشعرية؛ يكتبون الشعر ولا يقرأه سوى قلة من الناس.
لم أتوقع فوزها
中国诗人熊育群 شيونغ يو تشون
لم أتوقع فوز لويز غليك، لأن جائزة نوبل قد فقدت قدسيتها منذ سنوات طوال، قرأت لها مؤخرًا بضع قصائد بعدما نُشرت بكثافة على شبكة الإنترنت فور إعلان خبر فوزها، ولا أمانع أبدًا، إذا سنحت الفرصة، أن أطالع أعمالها الكاملة المترجمة إلى الصينية.
تعريفات
يانغ كه
لا يعد يانغ كه مجرد شاعر فحسب، أو أنه أهم شعراء الجنوب، بل يحمل هوية أخرى وهو أنه ناشط أدبي، وجهوده التي يقدمها في مجال الشعر الصيني لا يمكن أن تقارن بجهود غيره من الشعراء. شغل يانغ كه منصب نائب رئيس اتحاد الكتاب الصينيين في قوانغتشو، ونائب مسؤول لجنة الشعر في اتحاد الكتاب الصينيين، ونائب رئيس جمعية الشعر الصينية، وغيرها من المناصب الهامة الأخرى، وصدر له العديد من المجموعات الشعرية، وأطلق عليه بعض النقاد “شاعر الشعب”، وقد حصل على العديد من الجوائز الأدبية الرفيعة، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، من بينها اللغة العربية.
خوانغ لي هاي
شاعر وكاتب معاصر، يشغل منصب رئيس لجنة الإبداع الشعري في قوانغدونغ، و نائب رئيس اتحاد الكتاب في قوانغتشو ورئيس تحرير مجلة “الشعر الصيني والغربي”، وأدرجت أعماله الشعرية ضمن “اليوبيل الذهبي للشعر الصيني الحديث”. وأسس مجلة “الشعر والشعب” وهي مجلة شعرية هامة تم تأسيسها منذ بداية القرن الحادي والعشرين، وأسس “جائزة الشعر والشعب الدولية”، وهي جائزة دولية تتمتع بسمعة طيبة.
خاي نان
أكثر الشاعرات إثارة للجدل في الصين، ورغم نشأتها في بلدة صغيرة منعزلة تطوقها التلال والأنهار، إلا أنها لم تقف حائلًا أمامها كي تحلق بأفكارها، وتتشكل لديها هواية السفر والترحال. بدأت مشوارها الإبداعي في عام 1980، ولها العديد من المؤلفات الشعرية والكتابات النثرية، وحصدت العديد من الجوائز الأدبية.
آن تشي
شاعرة معاصرة مشهورة، بدأت الكتابة في سن مبكرة وعملت أستاذة جامعية ومحررة في بعض المجلات الأدبية، ولها العديد من الدواوين، وحصلت على العديد من الجوائز الأدبية الهامة.
شياو شياو
شاعرة معاصرة مشهورة بدأت العمل الإبداعي، في عام 1982 ولها العديد من الدواوين، وحصدت العديد من الجوائز، وكان آخرها “الجائزة الخاصة” لجائزة تشانغوون كيه سي الدولية للأدب في 2020.
وانغ جيا شين
أستاذ جامعي في جامعة الشعب الصينية، وشاعر معاصر شهير وناقد متخصص في الشعر، أحد أهم الشعراء والأكثر تأثيرًا بعد “الشعر الضبابي”، ويمثل “كتابة المثقفين” في الشعر الصيني المعاصر. بدأ مشواره الإبداعي في عام 1984، وله العديد من المؤلفات الشعرية، وحصل على العديد من الجوائز المحلية في الشعر. أدرجت بعض قصائده في المناهج الدراسية في الجامعات والمدارس، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والهولندية وغيرها من اللغات الأخرى.
شي شي ران
شاعرة ورسامة في مقاطعة هوبي، تخرجت في كلية الفنون الجميلة، شاركت لوحاتها في الكثير من المعارض. وهي عضو في اتحاد الكتاب الصينيين، وصدر لها العديد من المجموعات الشعرية مثل “تفيض الروح فقط في الظلام” و”السير وسط دروب الصين”، وحصلت على العديد من الجوائز الأدبية، وترجمت أعمالها إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والرومانية والسويدية وغيرها من اللغات الأخرى.
فنغ نا
تخرجت في جامعة تشونغشان وعضو في اتحاد الكتاب الصينيين، كاتبة في جامعة قوانغدونغ للآداب، وأستاذة في مركز الكتابة الإبداعية في جامعة قوانغدونغ للدراسات الأجنبية. من أهم أعمالها الشعرية “أضواء الليل اللامتناهية”، حصلت على جائزة الشباب في الشعر، وجائزة رابطة الأقليات الصينية السنوية.
داي وي نا
شاعرة معاصرة شابة تخرجت في جامعة أكسفورد، وهي عضو في اتحاد الكتاب الصينيين، حصلت على العديد من الجوائز الأدبية، وشغلت منصب رئيس تحرير مجلة “سنوات مشرقة”، والآن تعمل في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وصدر لها العديد من المجموعات الشعرية مثل، “تهشمت مظلتي”، و”القناع”، وغيرها من الأعمال الأخرى.
شيونغ يو تشون
عضو في اتحاد الكتاب الصينيين، ومن أدباء الصف الأول في الصين. والآن يشغل منصب نائب رئيس اتحاد الكتاب في قوانغدونغ، وقد شغل منصب الأمين العام لاتحاد الكتاب في قوانغدونغ. نشرت أول قصائده في عام 1987 وكانت بعنوان “الريح الخضراء”، وفي عام 1987 كتب أول نثر بعنوان “شاطئ نهر تان الرمادي”. وله عدة مؤلفات في الشعر والنثر والرواية، وحصل على العديد من الجوائز الأدبية.
埃及汉学家、学者: 米拉.艾哈迈德